المشاركات الشائعة

2012-12-18

كلها بينجحوها


كتب / عبدالباسط مادي
كلها بينجحوها جملة تتداولها الألسن بين الطلبة وأولياء الأمور، بكل ثقة وتأكيد ،تبريراً لعدم المذاكرة والاستعداد الجيد للامتحانات من قبلهم وطبعاً المقصود" بكلها " هم طلبتنا الأعزاء بمختلف المراحل الدراسية ،وخصوصاً في الشهادتين الإعدادية والثانوية  والذي سيقوم بعملية " تنجحيهم " حسب تأكيد من يردد هذه الجملة هم المجلس الوطني الانتقالي ،والحكومة الانتقالية متمثلة بوزارة التربية والتعليم، والأسباب حسب اعتقادهم هو أن هذه السنة هي استثنائية والمجلس والحكومة تسعى لإرضاء الناس وعدم إثارة للمشاكل وستشتري دممهم عن طريق القيام بإنجاح جميع الطلبة وإن كان ذلك دون وجه حق ....
فهل هذا صحيح ؟ الجواب ستكشفه الأيام فلم يعد يفصلنا الكثير عن الامتحانات التي هي امتحانات للطلبة وفي نفس الوقت إمتحانات للحكومة الانتقالية و وزارة التربية  ، امتحانات للطلبة لمعرفة نتيجة تحصيلهم وفهمهم للمقرر الدراسي وامتحانات لوزارة التربية والتعليم والحكومة والمجلس لمعرفة نتيجة فهمهم لمضامين ثورة فبراير وأهدافها  ، فإن كان مقياس نجاح الطالب وفهمه لدروسه يقاس بالامتحانات التي هي عبارة عن أسئلة عن المناهج الدراسية تعطى لها درجات معينة ويتوجب على الطالب الحصول على حد أدنى من هذه الدرجات في المجموع العام لكي ينجح ، فمقياس النجاح للمجلس والحكومة و وزارة التربية والتعليم لمقرر فبراير لا يقاس بالنسبة المئوية لعدد الناجحين كما كان يحدث في السابق بل يتمثل أولاً في عدم التدخل من المجلس والحكومة بالضغط على وزارة التعليم بغرض إنجاح الطلبة لتحقيق مكاسب سياسية ، ثانياً في فيما ما تحققه وزارة التربية والتعليم من تنفيذ لمخططاتها من الانتهاء من المقرر الدراسي وإقامة الامتحانات في موعدها والأهم والأصعب هي القضاء على ظاهرة الغش في الإمتحانات التي انتشرت و أصبحت من المسَلَمات ،وخصوصاً في الامتحانات النهائية ناهيك عن زيادة أعمال السنة للطلبة والتي تقوم بها إدارات المدارس لكي يحصل الدارسين فيها على مجاميع عالية تؤهلهم للدخول لأي كلية يرغبون ،لكن المحصلة النهائية في العقول صفر مما يجعل أغلبهم يفشل في المرحلة الجامعية والتي لا أعفيها حتى هي من الفساد ويجب على الوزارة هنا أخد إجراءات قوية وصارمة والبدء فيها من هذا العام و إصدار لائحة عقوبات تعمم على المدارس وتنشر عبر وسائل الإعلام خاصة بالطلبة والمعلمين على حد سواء .. فمثلاً إصدار لائحة تقضي بحرمان الطالب الذي يتبث عليه الغش من حضور باقي الامتحانات أو جعله يرسب ويعيد العام الدراسي وفي المقابل لائحة أو قانون يجرم تغشيش المعلمين للطلبة أو يساعدهم على الغش ،ومن يثبت عليه ذلك فسيحال إلى التحقيق في النيابة مع طرده من سلك التعليم وحرمانه من التقاعد  ..فإن وجدت مثل هذه العقوبات فيجب تعميمها وتفعيلها حتى نقضي على هذه الظاهرة وجعل النجاح محصور فقط لمن يستحقه حتى وإن قلت النسبة لأقل حد وإن كانت المحصلة النهائية صفر % وبأصح العبارة لم ينجح أحد ، والتي قد تحدث في عام أو عامين ولكن بعدها سترتفع النسبة وستدفع أبنائنا إلى الدراسة وبدل العطاء للنجاح عندها فقط نقول إن الوزارة والحكومة نجحت في مقررها الذي قامت من أجله  ثورة فبراير وضحى من أجله الشهداء .

ليست هناك تعليقات: