المشاركات الشائعة

2011-12-15

الثوار والثورة ونجاحها

الثورة الليبية كما هو معروف هي ثورة شعب لا ثورة أشخاص أو فئات ونخب ، هي ثورة الشعب كل شارك حسب استطاعته ، جزء من جاهد بنفسه في ميادين الوغى فمنهم من استشهد ومنهم من أصيب و منهم من فقد وجزء شارك بالدعم بالمال و السلاح والغداء والدواء وجلب الدعم الداخلي والخارجي , ثورة شارك الشيوخ والأطفال والنساء في جانب الرجال والشباب ، ثورة لا تنسب لشخص أو فئة أو قبيلة أو مدينة ، ثورة كل أطياف الشعب ،الجميع فيها مشارك،ثورة أزاحت دكتاتور وعصابة لتقيم دولة قانون وعدالة , لا أن تاتي بأخرين مكانهم فالكل الأن تحت سلطة القانون لا أحد فوقه كان من يكون ،لا أحد ينسب الفضل لنفسه لنجاح الثورة ويقول لولاي مانجحت ،فمثل ماقدم المقاتل في ميدان القتال قدم السياسي في ميدان العلاقات الدولية وقدم الصحفي في ميدان الإعلام ومثل ماقدم الإسلامي قدم العلماني هي بإختصار ثورة الكل للكل .

الاسئلة التي تطرح الأن هل ثورتنا فقط تتجسد في سقوط القذافي وعصابته ؟ هل هي للتصارع السياسي ؟ قبل حتى أن تتشكل قوانيين إدارة هذا الصراع ،هل هي للمناكفات الجهوية ؟ هل هي للصرعات الأيدلوجية ؟ هل هي للفوضى والتشردم والسرقة و السطو المسلح ؟ هل هي للنزايد على بعض أنت ماذا قدمت للثورة وفي أي جبهة حاربت ؟مهلا لم تنتهي الثورة بعد ، تنته الثورة بعد تحقيق أهدافها وهي البناء والتقدم والعدالة والمساوة ، تنتهي الثورة بعد إلغاء كافة الخطوط الحمراء أو مهما كان لونها ،فقط تبقى الثوابت ديننا ووحدتنا أما غيرهم فلا شيئ مقدس كلها تقبل النقد والمناقشة ، تنتهي الثورة ببناء المؤسسات بدل تدميرها ونهبها والإستيلاء على مقراتها ، تنتهي الثورة لظهور الأمن والأمان الحقيقي الذي ركيزته الوطن والمواطن وليس لخدمة وحماية الحاكم والتسلط على المحكوم ، تنتهي بإقامة اقتصاد قوي قائم على أسس وقوانيين ولإزاحة اقتصاد ليس له هوية لا هو اشتراكي ولا رأسمالي يحارب القطاع العام والخاص اقتصاد مبني على الأهواء والمصالح.

فبالله عليكم كفانا مهاترات ومزايدت وفتن وقلاقل، فإن كنت ثائر حقا ،فالثائرالحقيقي الأن يظهر بأن يقوم من نفسه ،ويصلح من حاله، ويحترم القانون ،ينضم إلى الجيش أو الأمن الوطني أو يسلم السلاح ويعود لعمله ليعمل، وأي شخص يرفض هذا الكلام فهو ليس بثائر،فهو إما متسلق على الثورة أو ذي مآرب خاصة ،لإنه عترة في التقدم وبناء الدولة .

فعلى السياسيين والمتسيسين أن يناقشو القضايا بكل هدوء ولين، وأن يبتعدو عن التخوين ،وشكل الدولة سيتحدد في المؤتمر الوطني الذي سينتخب أعضائه من قبل الشعب الليبي، وأي تصور أو مقترح لشكل الدولة يجب أن يطرح من خلال المؤتمر الذي سيعده في شكل الدستور ويطرح في إستفتاء على الشعب ،فإن أقره الناس كان بها، وإن رفضه سيعدل وينقح إلى أن يجد القبول عند الناس ، فبعد أن نجتاز هـذه المراحل وننجح في بناء الدولة فقط حينه نقول نجحت الثورة.

عبدالباسط مادي

هناك تعليق واحد: