المشاركات الشائعة

2011-11-20

التغيير لا يأتي بعصا موسى أو مصباح علاء الدين

يامن تقولوا لم يتغير إلا العلم والنشيد ، ماذا فعلتم ؟، ماذا قدمتم غير النقد وتصيَد الأخطاء ؟،ماهو التغيير الذي تريدونه ؟، هل غيرتم من تصرفاتكم إلى الأفضل؟، هل أصبحتم تحترمون قواعد الطريق ؟ ، هل أزلتم ثقافة 42 عاماً من الفوضى والبيروقراطية التي زرعها النظام السابق فينا؟ ، .
والتغيير الذي تريدونه كيف سيحدث ؟، هل أصبحت لدينا حكومة تتولى الأمور؟، لأفهم بالتحديد ماذا تريدون ؟،هل التغيير الذي تتحدثون عنه يحدث كأفلام الأطفال وشخصيات الحكايا الخيالية ، أن يموت الشرير ويزال السُهد وتنبث الأرض العشب وتنفجر منها الأنهار، أفيقوا واستفيقوا ، التغيير الذي نريده أن يحدث من المفترض أن يبدأ من أنفسنا ، أن نقوم عوجنا ونحترم القانون ، لا نبحث عن الوساطات ، نحترم الطريق وإشارات المرور ، نؤدي عملنا بجدٍ وإخلاص ، نصفي قلوبنا من الماضي ، ونلتفت إلى الأمام لنبنــي ليبيــا.
التغيير ينبع من أنفسنا ، لا من الغير، التغيير الذي يجب أن يحدث هو أن نملي عقولنا قبل أن نملي جيوبنا ، التغيير الذي نريده يأتي بالعمل والكد ، لا يأتي بمصباح علاء الدين ولا بعصا موسى ، التي ظن البعض أن المجلس يملكها فيطالب بالمستحيل .
المجلس والحكومة التي أشفق عليهم وكان الله في عونهم، الذين استلموا دولة خارجة من ثورة عارمة ،وكل يدعي فضل في النصر فيها، الكل يدعي أنه وصي على الثورة وكان ظنهم أن الثورة هي فقط القضاء على معمر وليس إزالة فكر معمر ، أشفق عليهم ، فإن عينوا شخص ليبي وطني كان يقيم خارج البلاد هارب من جور القذافي ، قال الناس أنه لا يعرف ليبيا ولا يعرف كيف تسير الأمور فيها، وإن عينوا مسئول قديم قالوا أنه من زبانية القذافي وأن المجلس عميل منشـق عليهم ، إنهم استلموا سفينة تتقاذفها الأمواج من كل جانب ، والبحارة في الداخل يُتشاجرون ، والمطلوب منهم إيصالها للمينـاء سالمة .

2011-11-15

طرابلس والثورة

Abdelbast Madi
طرابلس والثورة
قد لا يشاطرني الرأي الكثيرون عندما أتحدث فيها عن سقوط الطاغية في طرابلس ,وهي حسب وجهة نظري أنه سقط يوم 20 فبراير . بعدها هي مدة كان يحارب فيها القذافي لإرجاع عرش سلطته , ليس في المنطقة الشرقية في ليبيا وحسب بل حتى في العاصمة .
فبعد يوم 20 فبراير إختلفت الحياة عن ماسبقها من أيام, حيث حدث عصيان مدني كبير ,فأقفلت المحلات التجارية أبوابها ,و تغيَب الموظفون عن أعمالهم ,ولزم الناس بيوتهم خوفا ًوفزعاً من إرهاب القذافي وزابنيته , وخصوصاً بعد جرائمه شرقاً وغرباً, وبعد مجزرة ميدان الشهداء وعدم امتلاكهم للسلاح ,وخاصةً أنه سحبه من مراكز الشرطة والمعسكرات ,وابقاه فقط لدى كتائبه خوفا من تكرار ماحدث في شرقنا الحبيب ,عندما أخد الناس السلاح من هذه الأماكن .
فحاول القذافي كسر هذا العصيان, وذلك بإعطاء الناس مبلغ 500 د, فخرج من خرج فمنهم من خرج لفاقةً ومنهم خرج لطمع , بعد مدة عادت الحركة في المدينة , لاكن كانت بسيطة كئيبة فالمحال التي تفتح أبوابها كانت تفتح في الظهر وتقفل قبل الغروب و كتائب الغربان تحوم في الشوارع وتدور باحتة عن أي ضحية حتى وإن كان عامل مغترب مظلوم.
انتقل الناس بعدها من العصيان إلى محاربة النظام بتعليق رايات الحرية وكتابة الشعارات على الجدران , فأصبحت الكتائب تعتقل كل من هب ودب في أي مكان يرفع فيه العلم ,فأمسى كل من خرج لحاجة كأنه محارب في الساحة لايدري اّ يعود أم خارج مفقود, وأضحى التوجس والخيفة من كل شخص لا تعرف مكانه ولا طريقه , فانقسم الناس قلة مؤيدة وجمع معارض وبعض محتاس هو في الاساس لايعرف الذيل من الرأس.
فالمؤيدون قسم أيد قولاً لا فعلاً خدعهم إعلام القذافي ونفع تضليله, وقسم أيد قولاً وفعلا ًوهي الفئة التي كانت من النظام مستفيدة بأي وسيلة كانت أو حيلة ,أما المعارضون والذين كانو للقذافي مناوؤن كل حسب جهد ما يستطيعون فمنهم نفسه ومنهم ماله ومنهم دعائه ومنهم جمع كل ذلك ,اما المحتاسون فكانو كالمرايا لكل عاكسون.
كان الناس جماعات جماعات, كل تعرف بالأوصاف فهذا خارجاً للشارع يصيح بثلاثية الشرك ويهاجر فهو معروف ولو كان لطفلاً في المهد ملفوف, والمعارض تجده لأخبار الثوار ملهوف ولضربات الناتو مبسوط,أما المحتاس فإنه لا لهذا أو هذا إنحاز كأنه ليس من نفس الوطن والناس.
ستة أشهر مرت كالدهر كئيبة , ستة أشهر تأرجح فيها مقياس الفرح والسعادة بالإرتفاع والإنخفاض فإذا إرتفع عند هذا إنخفض عند ذاك ستة أشهر كلما اقترب الثوار زاد الناس فرحاً , ستة أشهر في الاخر تجلت لمن مالت طرابلس وحنت.

عبدالباسط مادي