المشاركات الشائعة

2012-04-06

التعليم ودوره في بناء الأمم

منذ أن خط الإنسان أول حرف إلى وقتنا الحالي ، تنوعت أساليب التعليم وحدث فيها مدَ وجزر، متأثرة بتغير الظروف المحيطة ، فنجد أنه مرتبط بالوضع السياسي في الدولة ومدى اهتمامه بالعلم والعلماء وإعطائهم قدر من الإحترام والتقدير في المجتمع ، ويصبح للعالم مكانة إجتماعية موازية لأصحاب السلطة والقوة والثروة ، فعندما كان الأغريق يهتمون بعلمائهم ويقدرونهم كانت اليونان القديمة منارة العلم والعلماء ( كـسقراط وأبقراط وأفلاطون وأرسطو) ، حين كان المسلمين شعلة أضأت العالم وأنارته في عصر الظلمات ، كان للعالم إحترام وتقديروقدموه للعالم أثروا العالم بإنتاجهم ( كإبن سينا والخوارزمي وإبن رشد و...... غيرهم ) ،وعندما أقدمت هذه الإمبراطوريات على التضيق على العلماء وعلى الحجر على علمهم ، غابت في غياهب الظلام فتفتفتت وانهارت قوتها وأصبحت أراضيها مرام ومرتع للأمبراطوريات الأخرى .

نلاحظ حتى النهضة التي صاحبت أوروبا بعد عصور الظلام ، إرتبطت إرتباطاً وثيقاً بمدى إرتخاء القبضة التي كانت مفروضة من الكنيسة عليهم ، فبعد أن كانت تتهمهم بالهرطقة وتحكم عليهم بالصلب والحرق إن لم يرجعو عن اّراءهم كـحكمهم على (جاليليو) ، الذي قال أن الأرض كروية ، وأنها ليست مركز العالم ، فإطر مسكيناً أن يتراجع عن رأيه للحفاظ على رأسه ، فبعد أن خفت الكنيسة قبضتها وأهتمت بشؤونها ، وأصبح للعالم حرية في إبداء رأيه ، ووضع نظرياته ، قامت الحضارة في هذه الدول وأصبحت تتنافس على حكم العالم ، واستمر التنافس حتى عصرنا الحالي ، فنجد أن الدول المتقدمة مهتمة بالتعليم إهتمام جدري ولا تكتفي بالعلماء من جنسيتها فقط ، بل تضع المغريات والحوافز لأستقطابهم من جميع أنحاء الأرض , فأمريكا بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية قامت بنقل كامل لمشروع الصواريخ الألمانية بمعداته ومواده وعلمائه ، بل وأعطتهم الجنسية الأميريكية ووفرت لهم الإمكانيات المادية حتى قامو بإيصالهم للقمر .

ومماسبق ذكره وبإستعراض تجارب الأمم السابقة وقياس مدى قوتها ومكانتها بمدى إهتمامها بالعلم والعلماء ، فنجد أن هذه العلاقة علاقة جذب وتوازي وإن كانت الغلبة فيها للعلم ، فالعلم يبني القوة وينميها ، وقوة بدون علم هي قوة منعدمة لأن أدواتها مرتبطة بعوامل خارجية وتتحكم فيها ، ولهذا فإننا نتطلع لتغيير الإهتمام بالعلم والتعليم في ليبيا وتغيير العلاقة بالعلماء بعد أن كانت طاردة إلى جاذبة ، وبعد أن زال المسبب نأمل أن تزال الأسباب .

عبد الباسط مادي

الفاتح ثورة علمية

ليس فاتح القذافي الذي اخرنا سنيين ضؤية ولم يكن له من فتح إلا بداية الشهر الذي جاء بإنقلابه المشؤوم وإنما الحديث هنا عن المشروع الذي اطلقه رئيس الحكومة التركية رجب طيب اوردغان تيمنا بالقائد المسلم ((محمد الفاتح )) فاتح القسطنطنية ومحولها من عاصمة كانت تحارب الاسلام لقرون الى عاصمة الخلافة الاسلامية .
حيث ستوزع الحكومة الحاسوب اللوحي المعروف باسم آي باد (iPad) مشمولاً ببرنامج "الفاتح"، على 15 مليون طالبٍ ومليون مدرّس مجاناً، وستقوم بتركيب ألواحٍ ذكية –بدلاً من الألواح السوداء- في 260 ألف صف مدرسيّ، ومن المتوقع ان يشمل التوزيع الولايات الـ 81 جميعاً خلال السنوات الأربعة القادمة، لينقل أردوغان بذلك تركيا إلى عالم التقنية والحداثة.
ويتضمن المشروع تعليم الطالب باستعمال التركيبات الإلكترونية، والفيدوات، والصوت، والصور، والخرائط، والرسوم البيانية، واللوحات، ولوحات الرسوم، والمقاطع التركيبية وغيرها. وأطلق اسم " كتاب – ز " عليها ، حيث يحتوي على جميع احتياجات الطلاب من المعلومات، والأسئلة المعتادة للطلاب.