المشاركات الشائعة

2012-01-17

الحرية والمسئولية


الحرية كلمة بسيطة بنطقها ،عميقة بمعناها المطلق، وهي أن يتخلى الإنسان عن أي شي يقيده ويستعبده، سواء أكان هدا الشيء مادي ملموس أو شيء داخلي مدسوس ،وهذا أمر صعب تحقيقه وتطبيقه ،فطبيعة البشر إنهم عبيد لرغباتهم ونزواتهم عبيد لحاجتهم، فكم منا دأب عن عادة لازمته ولم يستطع منها فكاك ،ولكم في التدخين ابسط مثال ولو أن كل شخص عاش الحياة كما يريد بطولها وعرضها ،فإنه سيحدث للناس تصادم فيما بينهم، أي إن استعمال الحرية بشكل مبالغ فيه هو تعدي على حرية شخص أخر، ببساطة يجب استعماله في حدود يجب أن لا يتعداها أي شخص، وهنا يأتي ما يعرف بالحرية المسئولة، يجب التصرف بها، كقيادة السيارات في الطرقات كل ذاهب في طريق واحد لوجهات مختلفة، وأي تعدي في الطريق يحدث تصادم.

هدا المبدأ البسيط تناساه حكامنا فاحتكروها لأنفسهم ،فاستعبدوا الناس بعد أن ولدتهم أمهاتهم أحرارا، فسنوا القوانين على حسابهم والعلاقات الدولية على مصالحهم الشخصية، وشكل النظام الأساسي للدولة على أمزجتهم.

فالقوانين تتغير أكثر من فصول السنة، وعلاقتهم مع الدول الأخرى علاقة تثبيت الجلوس على الكرسي لهم ولي ورثتهم، وشكل الدولة لا تعرفه لا هو شيوعي ولا هو رأسمالي لا هو علماني ولا هو إسلامي ،فأصبحت الشعوب كالكرة تتقاذفها الأقدام من أقصى الشرق لأقصى الغرب ومن اليمين إلى اليسار، حتى داخت الشعوب وناحت فثارت وللحكام أزاحت.

بعد هذا النصر الذي حققته الشعوب في انتزاع حريتها من مغتصبيها ،وقد دفعت ثمنها بدماء أبنائها التي سكبت، وأموالهم التي أهدرت، طيلة فترة حكم هده العصابات، سواء أقصرت أو طالت، وخصوصا إن أقصر مدة لحكم هؤلاء عشرة سنوات ، عليه وضع قوانين واطر تنظم وتحاسب الحاكم قبل المحكوم، أي تجعل الحاكم خادم للشعب ،وليس مالكا له ،عليها أن تكف عن الهتاف والتصفيق ، عليها أن تبقي عيونها يقضى لأي حركة و أذانها تسمع أي نفس .

عبدالباسط امحمد مادي