المشاركات الشائعة

2011-12-17

الإعلام الليبي بعد الثورة








حال الإعلام الليبي بعد الثورة حال السجين الذي بقى في السجن فترة طويلة ،ثم اطلق سراحه فجاءة فانتابه الإرتباك والتخبط ،فلا يعرف ماذا يفعل وكيف يعبر وأي طريق يسلك

فإن طالعت الصحف التي صدرت بعد الثورة ،والتي لا تعرف لها عدد أو كما ،تجد فيها تشابه كبير، فهي أقرب منها للصحف الحائطية اكثر من قربها لمفهوم الصحافة الحقيقي ،الذي غيبه القذافي طيلة فترة حكمه حتى غاب عن أهل المهنة أنفسهم ،و أذكر أنه بعد تخرجي من كلية الفنون والإعلام ،قسم الصحافة عام 99-2000، وبعد أن أكملت الأوراق المطلوبة وهي بالترتيب:

1 - واسطة (صديق خالي ) 2- وضع عسكري ३ – شهادة براءة 4 – إفادة تخرج

أذكر أنه تم تحديد موعد مع شخص لا أذكر إسمه ولا صفته، المهم بعد أن قابلته في باب المؤسسة وأعطيته الأوراق ، جاوبني مشكورا أنه من الغد يمكنك أن تباشر في الشغل هنا، وأشار إلى مكتب الإستعلامات ، أتذكر أني أجبته بأني درست في الكلية أربعة سنوات لأشتغل في الصحافة وليس الإستعلامات ،فأجابني بأنه عليا أن أصعد السلم درجة درجة ، لاأعرف أي علاقة تربط الإستعلامات في المؤسسة العامة للصحافة سابقا بأي درج من دروج العمل الصحفي ،إلا أنها تسجيل للحاضرين والمغادريين من العاملين في المؤسسة وضيوفهم ليس أكثر ،ومن يومها قررت هجران البحث عن العمل في الصحافة الليبية والإكتفاء بالعمل الخاص ।

لنرجع لموضوعنا عن الصحافة الليبية الجديدة فاعدى قربها للصحافة الحائطية، فهي صحيفة مقالات ورأي، وإن حوت في بعضها بعض اللقاءات والمواضيع القديمة، وذات إخراج أقرب منه للمجلة أكثر من الجريدة ، متناسيين أنه أساس الصحافة جمع للأخبار والتحري والتقصي عنها، فإنك إن اطلعت الصحف اليوم تجد الأخبار فيها قديمة جدا ،وربما تجد فيها خبر قتل القذافي والإمساك بسيف، فالخبر الصحفي يجب أن يكون مايحدث في الغد منشور في صحيفة الأمس مع التأكد من صحته، وليس ما صار في الأسبوع الماضي منشورفي صحيفة اليوم كخبر।الصحف الليبية اليوم خالية من التحقيقات الصحفية التي تفضح التجوزات والفساد، وتكشف المخفي بالأدلة والبراهين، هذه هي الأسس التي تنشئ عليها الصحافة، فمثلا بالصفحة الرياضية الأساس فيها للأخبار والنتائج والتصريحات التي تحاول الصحف أن تأخد فيها السبق من أي شخصية رياضية مهمة ، وفي أحد جوانب الصفحة تجد عمود يزينها لأحد الكتاب أو المدربين أو الاعبين ، وهذا المثال ينطبق على الصحافة بشكل عام ، فليس من المعقول أن تجد صحيفة أساسها المقالات تزينها بعض الأخبار القديمة واللقاءات ، فيما المفروض هو العكس ، وحتى أسعارها ليست في متناول المواطن البسيط فأقل ثمن صحيفة فيهم بنصف دينار .



نأتي الأن على الراديو وموجة الإف إم خصوصا ،فإنك إن فتحت الراديو وبدأت البحث في هذه الموجة ،فبلا شك ستجد بين كل قناة في في كل موجة وأغلبها ليست ليبية ،لا أعلم على أي أساس تبث على الموجة الحالية ،وهل اخدت تصريح من جهة معينة كان الجواب بنعم فمن هي هده الجهة ؟ هي تدفع في رسوم لحجزها لهذه الموجات ؟ولمن تعطي للدولة أو المجلس المحلي؟ وخصوصا أنها تغطي مدى جغرافي محدود ، وهل هناك قوانين محددة تنضم هذه الإذاعات على مستوى الدولة لما لهذه الإذاعات القدرة على بث سموم لنزاعات قبلية أو جهوية। لم اجد سوى هذه التساؤلات لاني غير متابع لبرامج الراديو وبعضها ينطبق حتى على قنوات التلفزيون والجرائد । ।

نأتي الأن للتلفزيون فبعد الثورة أصبحنا نعرف مصطلح القنوات الخاصة، وليست تلك التي سوقها سيف وأبيه بأنها خاصة ( قناة الليبية ) ربما خاصة بعائلة القذافي ، المهم كثرت القنوات الليبية حاليا والتي وصلت في أخر مرة احصيتها 19 قناة عدد كبير في زمن قصير ما شاء الله، لكن عندما تسئل المتلقي العادي عنهم فإنه يجيبك بأنه لا توجد قناة تستحق المشاهدة، لماذا؟।

سأوحاول أن أجيب عن هذا التساؤل ، فعند التمعن في هذه القنوات تجد أنها إنقسمت لقسمين، القسم الأول هي القنوات التي تبث خارج البلاد والتي مقراتها وأستديوهاتها ومذيعيها ومديريها خارج البلاد ، ويوجد لديها مكاتب في طرابلس وبنغازي، هذه القنوات فشلت في جس نبض الشارع ومشاكله ، ومواضيعها التي تبثها هي في الواقع مستوفاة من القضايا والأخبار التي تطرح وتناقش عبر الإنترنت، أو من الأخبار المنقولة عبر القنوات العربية كالجزيرة والعربية । فأرست عند المشاهد بأن هده القنوات أجنبية شأنها شأن القنوات العربية الأخرى إلا أنها لها اسماء ليبية ،أذكر أنه خلال نقاش قضية الجرحى في قناة معينة ذكر مذيع القناة بالحرف الواحد أنهم ينتظرون وزير الصحة، ليقوم بزيارة للبلد الذي تبث منه القناة حتى يستضيفه ويناقش معه القضية، بالإضافة لذلك لنجرافهم بشكل واضح لتبيض وتسويق أشخاص للشعب الليبي لسببين ،إما أن يكون مالك للقناة أو حامل لنفس التيار السياسي لصاحب القناة ، ومحاولة تشويه صور لأشخاص فقط لأنهم يعارضون الفكر السياسي لصاحب المحطة ،إضافة لخلو هذه القنوات لخطة عمل وبرمجة لبرامجها ، فتغلب عليها الإعادات لبرامجها وكثر بث الأغاني وخلوها أيضا من نشرات الأخبار يستتنى من ذلك قناة أو إثنان ، لا أعلم لماذا لاتحزم هذه القنوات حقائبها لتعود وتبث من داخل البلاد؟؟।

القسم التاني من القنوات الليبية هو القنوات التي تبث من داخل ليبيا ،والتي في أغلبها هي القنوات الليبية السابقة، والتي تغيرت في أساميها وشعارتها ولكن طريقة مناقشتها وطرحها للمواضيع هو نفس السابق بأسلوب بدائي ركيك ، حتى برداءة الصورة والصوت ،بالإضافة بإشتراكها مع القسم الأول في عدم وجود خطة برمجية وكترث الإعادات وبث الأغاني.


عبدالباسط مادي

2011-12-15

الثوار والثورة ونجاحها

الثورة الليبية كما هو معروف هي ثورة شعب لا ثورة أشخاص أو فئات ونخب ، هي ثورة الشعب كل شارك حسب استطاعته ، جزء من جاهد بنفسه في ميادين الوغى فمنهم من استشهد ومنهم من أصيب و منهم من فقد وجزء شارك بالدعم بالمال و السلاح والغداء والدواء وجلب الدعم الداخلي والخارجي , ثورة شارك الشيوخ والأطفال والنساء في جانب الرجال والشباب ، ثورة لا تنسب لشخص أو فئة أو قبيلة أو مدينة ، ثورة كل أطياف الشعب ،الجميع فيها مشارك،ثورة أزاحت دكتاتور وعصابة لتقيم دولة قانون وعدالة , لا أن تاتي بأخرين مكانهم فالكل الأن تحت سلطة القانون لا أحد فوقه كان من يكون ،لا أحد ينسب الفضل لنفسه لنجاح الثورة ويقول لولاي مانجحت ،فمثل ماقدم المقاتل في ميدان القتال قدم السياسي في ميدان العلاقات الدولية وقدم الصحفي في ميدان الإعلام ومثل ماقدم الإسلامي قدم العلماني هي بإختصار ثورة الكل للكل .

الاسئلة التي تطرح الأن هل ثورتنا فقط تتجسد في سقوط القذافي وعصابته ؟ هل هي للتصارع السياسي ؟ قبل حتى أن تتشكل قوانيين إدارة هذا الصراع ،هل هي للمناكفات الجهوية ؟ هل هي للصرعات الأيدلوجية ؟ هل هي للفوضى والتشردم والسرقة و السطو المسلح ؟ هل هي للنزايد على بعض أنت ماذا قدمت للثورة وفي أي جبهة حاربت ؟مهلا لم تنتهي الثورة بعد ، تنته الثورة بعد تحقيق أهدافها وهي البناء والتقدم والعدالة والمساوة ، تنتهي الثورة بعد إلغاء كافة الخطوط الحمراء أو مهما كان لونها ،فقط تبقى الثوابت ديننا ووحدتنا أما غيرهم فلا شيئ مقدس كلها تقبل النقد والمناقشة ، تنتهي الثورة ببناء المؤسسات بدل تدميرها ونهبها والإستيلاء على مقراتها ، تنتهي الثورة لظهور الأمن والأمان الحقيقي الذي ركيزته الوطن والمواطن وليس لخدمة وحماية الحاكم والتسلط على المحكوم ، تنتهي بإقامة اقتصاد قوي قائم على أسس وقوانيين ولإزاحة اقتصاد ليس له هوية لا هو اشتراكي ولا رأسمالي يحارب القطاع العام والخاص اقتصاد مبني على الأهواء والمصالح.

فبالله عليكم كفانا مهاترات ومزايدت وفتن وقلاقل، فإن كنت ثائر حقا ،فالثائرالحقيقي الأن يظهر بأن يقوم من نفسه ،ويصلح من حاله، ويحترم القانون ،ينضم إلى الجيش أو الأمن الوطني أو يسلم السلاح ويعود لعمله ليعمل، وأي شخص يرفض هذا الكلام فهو ليس بثائر،فهو إما متسلق على الثورة أو ذي مآرب خاصة ،لإنه عترة في التقدم وبناء الدولة .

فعلى السياسيين والمتسيسين أن يناقشو القضايا بكل هدوء ولين، وأن يبتعدو عن التخوين ،وشكل الدولة سيتحدد في المؤتمر الوطني الذي سينتخب أعضائه من قبل الشعب الليبي، وأي تصور أو مقترح لشكل الدولة يجب أن يطرح من خلال المؤتمر الذي سيعده في شكل الدستور ويطرح في إستفتاء على الشعب ،فإن أقره الناس كان بها، وإن رفضه سيعدل وينقح إلى أن يجد القبول عند الناس ، فبعد أن نجتاز هـذه المراحل وننجح في بناء الدولة فقط حينه نقول نجحت الثورة.

عبدالباسط مادي

2011-11-20

التغيير لا يأتي بعصا موسى أو مصباح علاء الدين

يامن تقولوا لم يتغير إلا العلم والنشيد ، ماذا فعلتم ؟، ماذا قدمتم غير النقد وتصيَد الأخطاء ؟،ماهو التغيير الذي تريدونه ؟، هل غيرتم من تصرفاتكم إلى الأفضل؟، هل أصبحتم تحترمون قواعد الطريق ؟ ، هل أزلتم ثقافة 42 عاماً من الفوضى والبيروقراطية التي زرعها النظام السابق فينا؟ ، .
والتغيير الذي تريدونه كيف سيحدث ؟، هل أصبحت لدينا حكومة تتولى الأمور؟، لأفهم بالتحديد ماذا تريدون ؟،هل التغيير الذي تتحدثون عنه يحدث كأفلام الأطفال وشخصيات الحكايا الخيالية ، أن يموت الشرير ويزال السُهد وتنبث الأرض العشب وتنفجر منها الأنهار، أفيقوا واستفيقوا ، التغيير الذي نريده أن يحدث من المفترض أن يبدأ من أنفسنا ، أن نقوم عوجنا ونحترم القانون ، لا نبحث عن الوساطات ، نحترم الطريق وإشارات المرور ، نؤدي عملنا بجدٍ وإخلاص ، نصفي قلوبنا من الماضي ، ونلتفت إلى الأمام لنبنــي ليبيــا.
التغيير ينبع من أنفسنا ، لا من الغير، التغيير الذي يجب أن يحدث هو أن نملي عقولنا قبل أن نملي جيوبنا ، التغيير الذي نريده يأتي بالعمل والكد ، لا يأتي بمصباح علاء الدين ولا بعصا موسى ، التي ظن البعض أن المجلس يملكها فيطالب بالمستحيل .
المجلس والحكومة التي أشفق عليهم وكان الله في عونهم، الذين استلموا دولة خارجة من ثورة عارمة ،وكل يدعي فضل في النصر فيها، الكل يدعي أنه وصي على الثورة وكان ظنهم أن الثورة هي فقط القضاء على معمر وليس إزالة فكر معمر ، أشفق عليهم ، فإن عينوا شخص ليبي وطني كان يقيم خارج البلاد هارب من جور القذافي ، قال الناس أنه لا يعرف ليبيا ولا يعرف كيف تسير الأمور فيها، وإن عينوا مسئول قديم قالوا أنه من زبانية القذافي وأن المجلس عميل منشـق عليهم ، إنهم استلموا سفينة تتقاذفها الأمواج من كل جانب ، والبحارة في الداخل يُتشاجرون ، والمطلوب منهم إيصالها للمينـاء سالمة .

2011-11-15

طرابلس والثورة

Abdelbast Madi
طرابلس والثورة
قد لا يشاطرني الرأي الكثيرون عندما أتحدث فيها عن سقوط الطاغية في طرابلس ,وهي حسب وجهة نظري أنه سقط يوم 20 فبراير . بعدها هي مدة كان يحارب فيها القذافي لإرجاع عرش سلطته , ليس في المنطقة الشرقية في ليبيا وحسب بل حتى في العاصمة .
فبعد يوم 20 فبراير إختلفت الحياة عن ماسبقها من أيام, حيث حدث عصيان مدني كبير ,فأقفلت المحلات التجارية أبوابها ,و تغيَب الموظفون عن أعمالهم ,ولزم الناس بيوتهم خوفا ًوفزعاً من إرهاب القذافي وزابنيته , وخصوصاً بعد جرائمه شرقاً وغرباً, وبعد مجزرة ميدان الشهداء وعدم امتلاكهم للسلاح ,وخاصةً أنه سحبه من مراكز الشرطة والمعسكرات ,وابقاه فقط لدى كتائبه خوفا من تكرار ماحدث في شرقنا الحبيب ,عندما أخد الناس السلاح من هذه الأماكن .
فحاول القذافي كسر هذا العصيان, وذلك بإعطاء الناس مبلغ 500 د, فخرج من خرج فمنهم من خرج لفاقةً ومنهم خرج لطمع , بعد مدة عادت الحركة في المدينة , لاكن كانت بسيطة كئيبة فالمحال التي تفتح أبوابها كانت تفتح في الظهر وتقفل قبل الغروب و كتائب الغربان تحوم في الشوارع وتدور باحتة عن أي ضحية حتى وإن كان عامل مغترب مظلوم.
انتقل الناس بعدها من العصيان إلى محاربة النظام بتعليق رايات الحرية وكتابة الشعارات على الجدران , فأصبحت الكتائب تعتقل كل من هب ودب في أي مكان يرفع فيه العلم ,فأمسى كل من خرج لحاجة كأنه محارب في الساحة لايدري اّ يعود أم خارج مفقود, وأضحى التوجس والخيفة من كل شخص لا تعرف مكانه ولا طريقه , فانقسم الناس قلة مؤيدة وجمع معارض وبعض محتاس هو في الاساس لايعرف الذيل من الرأس.
فالمؤيدون قسم أيد قولاً لا فعلاً خدعهم إعلام القذافي ونفع تضليله, وقسم أيد قولاً وفعلا ًوهي الفئة التي كانت من النظام مستفيدة بأي وسيلة كانت أو حيلة ,أما المعارضون والذين كانو للقذافي مناوؤن كل حسب جهد ما يستطيعون فمنهم نفسه ومنهم ماله ومنهم دعائه ومنهم جمع كل ذلك ,اما المحتاسون فكانو كالمرايا لكل عاكسون.
كان الناس جماعات جماعات, كل تعرف بالأوصاف فهذا خارجاً للشارع يصيح بثلاثية الشرك ويهاجر فهو معروف ولو كان لطفلاً في المهد ملفوف, والمعارض تجده لأخبار الثوار ملهوف ولضربات الناتو مبسوط,أما المحتاس فإنه لا لهذا أو هذا إنحاز كأنه ليس من نفس الوطن والناس.
ستة أشهر مرت كالدهر كئيبة , ستة أشهر تأرجح فيها مقياس الفرح والسعادة بالإرتفاع والإنخفاض فإذا إرتفع عند هذا إنخفض عند ذاك ستة أشهر كلما اقترب الثوار زاد الناس فرحاً , ستة أشهر في الاخر تجلت لمن مالت طرابلس وحنت.

عبدالباسط مادي