قطرة قطرة أكثر فائدة

المطر القوية الغزيرة لا تفيد الأرض ولا الزرع فقط تشكل سيول وأودية وتتجمع في مكان بعيد غير الذي سقطت فيه لان الأرض عندما يتم سكب كمية كبيرة من المياه وبقوة عاليا تشكل طبقة رقيقة مروية ولكنها عازلة لمرور المياه لطبقة أعمق لذلك تتشكل الغدران والسيول ولهذا كانت المطر الخفيفة و الري بالتنقيط أفضل للزراعة . وكذلك التعليم والتعلم فإن أردت أن تعلم شخصاً شيئاً وكان فيه العديد من التفاصيل فإنك ستعلمه على مراحل وبالتدريج لأنك أن أعطيته جميع المعلومات دفعة واحدة فأنه لن يستفيد شيئاً وسيبقى دماغه فارغ أو ممتلئ بمعلومات مختلطة ومغلوطة ..نأتي الآن للوضع في  ليبيا ونرى كيف فتحت صنابير النفط والنقود على قوتها لكن الشعب لم يستفد شيئاً فملف علاج الجرحى وهو أكبر ملف فساد في عهد الثورة وأكبر نافذة ضاعت فيها أموال النفط دون فائدة فالجرحى بقوا دون علاج والأموال تصرف دون توقف والمستفيدين منها هي طبقة محدودة فيها بعض الجرحى ولكن الأغلبية هي من ليست له علاقة بالجرحى أو الثورة أية علاقة فمنهم من ذهب لعلاج العقم ومنهم من حصل له حادث سيارة ومنهم من أصيب في مشاجرة أو في عملية سطو ولكنهم جميعاً يملكون المفتاح السحري الواسطة التي سهلت لهم إدراجهم ضمن القائمة وبقاء الجرحى الحقيقيين جرحى الجبهات دون علاج . والمستفيد الأخر من هذا التدفق مستشفيات الأردن وتونس وتركيا وباقي الدول التي تم إرسال الجرحى لها فأغلب هذه المستشفيات وخصوصاً في الدول الشقيقة  زادت في فواتير  العلاج فجعلتها مضاعفة مثنى وثلاث ورباع . وهذا الوضع تكرر في ملفات أخرى فضاعت الميزانية هباء واستفادت فئة دون أخرى . لذلك أطالب الحكومة بضبط النفس وعدم الانسياق وراء الضغوطات التي تريد آن يبقى الوضع على ما هو عليه  وأقول للشعب الليبي مقولة عادل إمام المشهورة (تريثوا ولا تتسرعوا) .

                                                                                                                                                                                                         عبد الباسط مادي